Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
imanait.over-blog.com

Ecrits, pensées, تاملات

مناجاة في سكون

تنساب الأيام والفصول في تعاقب

تطوى المسافات

بين غربال الروح وغبارالتراب

.ويمضي الانسان.

 

من الانسان

 

ابن التراب، خلقه من طين

يتقد كجذوة نار وينجرف مع مياه الغدير

يتمايل مع الريح

متأرجحا بين انتصارات وانهزام.

في كبد خلق، ليخوض الحروب الضروس

حتى يطأ أرض السلام

 

مسكين هذا المخلوق

من ضعف خلق

وعلى درب المجاهد يمضي

أما رحمه الخالق بمصباح ينير له السبيل

اما له من جنةيخلد اليها بعد طول المسير

 

بلى، جنته في محراب ذاته

مصباحه بين جنباته

إنها روح علوية من نفخة الوهاب الرحمان

تحب معانقة وهج الشمس ومجاراة الوديان

فتشتاق إلى الترحال...بعيدا عن الجسد والفناء

بعيدا عن الصخب والأهواء

فدعها...دعها تنطلق إلى سماء الصفا

تسمو وترتقي وتغسل ببرد الكون

أسقام هذا المنهك من الجري والكد والكيد

دعها تجوب الملكوت...مسبحة لبارئها

:تسكب العبرات، وتغني بلحن الوجود

إليك هرعت، وعلى بابك طاب المقام

شربت من الكؤوس فما ارتويت

لا مشارق الأرض احتوتني، ولا مغاربها رفعتني

وإني لأستحيي أن أعيب التراب وأنت خالقه

لكن صاحبه سريع النسيان 

عاجز عن إدراك الحكم

أسألك نورا ليستنير به

حتى إذا توغل في أتون الفناء

صرت له قنديلا ليتلمس السبيل

.ويتذكر إلى أين المعاد.

 

لكن، أنى ليؤوس عجول أن يصبر على حكم الوجود

حتى لايطفئ الماء النار

ولا تحرق النار زرع الأرض

وحتى يروى الزرع بمياه الغدير

تراه يطلب الرياح لنثر البذور، خاشيا بطش الأعاصير

أنى ليؤوس عجول أن يتقن الصمت

هاجرا للجدال، منصتا لأهازيج الوجود

فكم من مسكين التبس عليه الأمر

!وظن أن نداءات الروح من فزع القبور

كم من سبل ضاعت في متاهات الغرور

!بين أحقاد وأهواء وجحود.

فكيف يلام ابن التراب 

وكيف لأجنحة الروح أن تحلق بجسد

منهك، مثخن بالجراح

كيف للروح أن تخوض غمار الحياة 

وتتوغل في شعابها ودوارها

دون تدنيس لعطية الوهاب

!لعمري هذا ضرب من الجنون

لا أحد يعبر الحياة بالترحال

إنما هي أقاويل تناقلها الزهاد

.للتنفيس عن الكروب

 

إن إطالة النظر من زاوية واحدة 

تورث قسوة القلوب 

وتعسر على البشر الأفهام

،ما عبثا وجدت البحار والوديان

،ما عبثا يتعاقب الليل والنهار

إنما الإنسان مزيج من غذ وأمس

،من قطرة مطر وشعاع شمس

،وليل الضلال يعقبه رشد

وسبل التيه تؤدي إلى الصفاء

.وبين جسد وروح...جعل الميزان

فمتى تنكرت الروح لجسدها ضلت

ومتى أخرس الطين نداءات الروح

.صار وحلا

لاتركن إلى التراب...إنك إليه راجع

ولا يكن جل نصيبك من المقام

.ملذات وأحقاد

ولا تحلق إلى الأبد في منأى عن الكد

تخشى على كنوزك أن تصير هباء

.ففي السماء خلود ولقاء و جزاء

اجعل حرثك زادك للقاء

فحربك، كل حربك، بين كفتي الميزان

.أرجح كفة ما شئت، فلك الجزاء

:هذا هو الإنسان

.موصول بين الأرض والسماء

 

 

Partager cet article
Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article